أدى أحد عشر ألفا صلاة القيام في المسجد الكبير ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك وسط أجواء ايمانية روحانية توافدت الجموع الغفيرة للنهل من المغفرة والأجر والثواب في ليالي الرحمة والتوبة للباري عز وجل.
جولة تفقدية
وفي هذا الصدد قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالانابة المهندس فريد العمادي ان هذه الجولة جاءت للاطمئنان على سير العمل والاجراءات التي قامت بها الجهات المشاركة في تنظيم هذه الليالي المباركة.
وأضاف العمادي في جولة تفقدية ان جميع ردود الأفعال التي تم رصدها من المصلين والمصليات جاءت ايجابية بعدما أسفرت الجهود المبذولة عن ايجاد أجواء ايمانية كان يقف خلفها رجال ونساء قاموا بأعمال متواصلة خلال أشهر متواصلة سابقة لحلول هذا الشهر فالعمل في الوزارة لم يكن وليد الصدفة بل هو عمل منظم وفق آلية دقيقة تضع هدفا وتسير نحوه.وعزا النجاح بتنظيم الليالي العشر الأواخر في المسجد الكبير الى الشراكة مع الآخر.
وقال ان ليلة 27 من رمضان شهدت حضور ما يقارب 150 ألف مصل ولله الحمد لقد سارت الأمور بكل انسيابية.
وزارة الشباب
من جهتها أكدت ممثل الفريق التطوعي وعضو فريق وزارة الدولة لشؤون الشباب ريم الرشيدي ان هذه المشاركة لم تكن الأولى في المسجد الكبير فالفريق التطوعي التابع لوزارة الشباب له الخبرة الكافية لتنظيم مثل هذه الفعاليات وذلك بسبب الرؤية الواضحة التي تعتمد الوزارة في اختيار منتسبيها من مختلف الفئات العمرية مشيرة الى ان هناك برنامجا خاصا يخضع له المتطوع ويجتاز فترة اختبار لتأهيله بعد اجراء المقابلات الشخصية مع الكثير من المتقدمين للتطوع في العمل الميداني فنقوم بتنظيم المحاضرات التوعوية بالتعاون مع الادارة العامة للاطفاء والطوارئ الطبية.
وأضافت الرشيدي ان طبيعة عملنا في المسجد الكبير تنظيم عملية ارشاد مرتادي المسجد لمداخل ومخارج المسجد ومكان سقيا المياه وتوزيع الوجبات وأماكن العيادات الموزعة في أرجاء المسجد للرجال والنساء كما يقوم فريق المتطوعين بعمليات الاسعاف السريعة بمساعدة الممرضين فيعتبرون بصفتهم اليد اليمنى لفريق الطوارئ الطبية ويعملون معهم كفريق اسناد داعم لكل الجهات المشاركة من الوزارات الحكومية والمؤسسات الأهلية.
وكان ضيف حلقة أستوديو الليالي العشر في ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان رئيس جمعية بشائر الخير عبدالحميد البلالي الذي قال ان شهر رمضان هو بمثابة جامعة شروط القبول فيها الايمان والاحتساب ومن حقق هذين الشرطين قبل في الجامعة وبعدها تبدأ رحلة هؤلاء المقبولين بهذه الجامعة وهل دخلوا جميع الكليات في هذه الجامعة وهكذا يتنوع الناس في هذه الجامعة ولهذا علينا تدبر ما في هذا الشهر وأن يكون العمل خالصاً لله وان كان الاخلاص له عدة محاور فهناك الاخلاص في العمل والصدقة والدعاء والنية بالاضافة الى ضرورة التحلي بالصبر في أداء هذه العبادات.
صيام الديلوكس
وبين ان هناك صياماً انتشر خلال هذه الأيام يمكن ان نطلق عليه صيام الديلوكس وهو ان ينام الصائم طيلة ساعات النهار وبعد الفطور يذهب الى الدواوين واللهو ليعود مرة أخرى للنوم وهذا ليس بالصيام فالصيام عبادة وليس نوماً.
وأشار الى ان هناك من لا يصوم لسانه عن الاساءة للآخرين فالصيام ليس عن الطعام فقط بل عن ايذاء الآخرين والمساس بهم فمن لا يتحقق مما يسمعه اسماه الله عز وجل بالفاسق لقوله تعالى {جاءكم فاسق بناء فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة} ولهذا على كل مسلم تحري الدقة فيما يقال أو ينقل عن الآخرين.
وأوضح ان وسائل الاتصال الحديثة التي وجدت هذه الأيام باتت تسيء للآخرين بشكل مباشر دون أي مسؤولية أو متابعة وهو ما يجب ان نبتعد عنه لأن من يصوم عن الطعام ويضرب في اعراض الناس فهو لم يصم الا عن الطعام.
صلاة القيام
أمّ الشيخ أحمد النفيس المصلين في المسجد الكبير ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك وتلا في الركعتين الأولى والثانية ما تيسر من بداية سورة يس الى الآية (54) وفي الركعتين الثالثة والرابعة قرأ من سورة يس من الآية (55) الى الآية (51) من سورة الصافات وفي الركعتين الخامسة والسادسة تلا القارئ فهد المطيري سورة الصافات من الآية (52) الى الآية (153) وفي الركعتين السابعة والثامنة تلا المطيري من الآية (154) من سورة الصافات الى الآية (42) من سورة ص.
الخاطرة الإيمانية
قدم الشيخ عبدالحميد البلالي الخاطرة الايمانية في المسجد الكبير ليلة الثامن والعشرين وأوضح فيها فضل هذه الليالي المباركة وشهر المغفرة والثواب والرحمة مشيراً الى كثرة التهجد والعبادة في أواخر الشهر الكريم لأنه باب من التوبة والرجوع الى الله سبحانه وتعالى أبواب رحمته ومغفرته في هذا الشهر المبارك لعباده الصالحين الذين يقومون الليل ويتهجدون في المساجد والذين يزكون أنفسهم بقضاء الليل وهم يرتلون آيات الذكر الحكيم ويسبحون بحمده طلباً للنهل من الحسنات والدعاء بتقبل صلاتهم وصيامهم.
وتهجد هذه الجموع الغفيرة التي زان بها المسجد الكبير من رجال ونساء وأطفال واختتم خاطرته بالدعاء «اللهم لا تخرجني من رمضان الا وقد أصلحت حالي وقويت ايماني وأسعدت حياتي وحققت ما في بالي» اللهم آمين رب العالمين.
البرنامج النسائي
في قاعة عبدالله النوري كان هناك تجمع نسائي للبرنامج الايماني النسائي «لحظات من نور» ألقت فيه خولة التوحيد محاضرة تحت عنوان «قلب كالصفا» وبدأت محاضرتها بالدعاء للجميع بأن تكون قلوبهم جميعاً كالصفا وقدمت شرحاً مفصلاً لمعنى القلب لغوياً وعلمياً فالقلب ليس مجرد عضلة لضخ الدم فهي المضغة التي اذا صلحت صلح سائر الجسد عضوياً ونفسياً موضحة ذلك بالقصص والعبر الكثيرة.
الجريدة : الوطن
التاريخ : 7-8-2013